رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشه، أنه “بعد انفجار مرفأ بيروت ، وتقدير الأضرار بعشرات المليارات من الدولارات ؛ مضافاً إلى عبء المديونية التي وصلت إلى 90 مليار دولار ؛ وفي ظلِّ السلاح والفساد اللذان أقفلا على لبنان الصناديق العربية والدولية ؛ وفي ظلِّ حكمٍ لا “تعترف” به ، لا الأنظمة العربية لتساعده ، ولا الأسرة الدولية أو صناديقها المالية لإنقاذه ؛ خصوصاً بعد أن فشلت ، حكومات ما سُمّيَ زوراً “الوحدة الوطنية” وحكومة “الإنعزال” الهجينة في إحدى زوايا الممانعة، أن هناك حلا للخروج من الأزمات الراهنة.”
وكتب قاطيشه في مقال على موقع النهار، “طريق إنقاذ الوضع الإقتصادي والسياسي المتردي في لبنان واضحة المعالم .لبنان بحاجة إلى المال للإنقاذ. هذا المال متوفر فقط في دول الخليج والغرب وأصدقاء لبنان والصناديق الدولية ؛ والحكم الحالي ربط نزاعاً مع كل هذه المكونات بسبب سياسته المرهونة للإقليم وفساده المستشري . لذلك فالحل يقضي بتحرير لبنان من أسره في الممانعة ، وإعادته إلى وضعه الجغرافي وحياده التاريخي ، الذي كان أحد أسباب وجوده وازدهاره. وأكد قاطيشه أن الحلول هي على الشكل التالي:
1-تشكيل حكومة حيادية مستقلة بعيدة عن الأحزاب ، تحظى بثقة الشعب اللبناني الثائر ، تدعمها الأحزاب في المجلس النيابي (على هذه الأحزاب أن تعترف بأنها فشلت في إدارة البلاد وعليها أن تعطي فرصة لهذه الحكومة لإنقاذ الوضع الحالي من الإنهيار ) بغية وضع لبنان على سكة النهوض.
2- حكومة من هذا النوع تكسب ثقة الأشقاء العرب والدول الغربية الداعمة والصناديق المالية المانحة .
3- تضع الحكومة الجديدة خارطة طريق لإعادة إنتاج السلطة في لبنان بانتخابات نيابية مبكرة لإنتاج سلطة جديدة في أول مجلس نيابي بعد الثورة .
واعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية أن هذه هي الطريق الأنجع لإخراج لبنان من أزمته التاريخية . هي ترتكز على ثلاث مسلمات : ثقة الشعب بالحكومة ، ثقة الأسرة العربية وثقة الأسرة الدولية والصناديق الممولة . كنا لفت انه “إذا استمرت المنظومة الحاكمة في المكابرة ورهانها على تعب الناس أو قمعهم ، فهي مخطئة ؛ لأن الثورة في نفوس الناس اليوم ، أقوى بكثير مما كانت عليه قبل عشرة أشهر .”
وختم قاطيشه مقاله، “يشذٌّ لبنان اليوم عن مجموعة دول هذا الكوكب ال 193 ، عندما ينفرد بالموافقة على انتشار مجموعة مسلحة فوق أرضه ، خارج إطار الشرعية والقانون ؛ مجموعة تتحكم بمصير الدولة وترهنها لخدمة الغريب ؛ لدرجة بات اللبنانيون يطالبون بسيادة إحداهما : إما الدولة أو الدويلة ؛ وإلا فمصير لبنان يبقى على كفِّ عفريت . لذا فالمرحلة الحالية ، هي مرحلة تحوُّل كبرى في مستقبل لبنان : إما استرجاع الوطن وإعادته إلى دوره التاريخي وتثبيت الشراكة ،أو استمرار الفوضى في الشراكة والإسراع نحو المصير المجهول .”